على الرغم من أن التاريخ الدقيق لميلاد السيد شيخ حسن زراقي غير معروف، إلا أن تاريخ وفاته مذكور بالهجري في سنة 552 / 1134 ميلادي كما ورد في سلسلة مشجرة الأنساب لعائلة السيد شيخ حسن زراقي في القرن الثاني عشر الميلادي والمعتمدة من طرف السيد أحمد سعدي الحسيني، قائمقام نقيب الأشراف بدياربكر في عهد الدولة العباسية.
وحسب المعلومات الواردة في مشجرة نسب السيد محمد ذو الفقار نجل السيد الشيخ عثمان زراقي، المدفون بمقبرة فلج في قرية مراني (أولكان)، والمصدقة والمختومة من قبل قائمقام نقيب الأشراف بدياربكر في الدولة العثمانية السيد الحاج مسعود أفندي بتاريخ 1328 هجرية/1910 ميلادية والتي تم تقديمها للسيد محمد ذو الفقار، فإن الكتابات العربية على شواهد القبور في مقبرة قرية ديرخوست (ديبك)، تدل بوضوح أن السيد الشيخ حسن زراقي بن عبد الرحمن قد توفي عام 552 هجرية/1135 ميلادية .
السيد حسن زراقي:
نفيد بأن ضريح السيد حسن زراقي وضريحا ولديه السيد حسين زراقي والسيد ناصرغازي زراقي موجودة في قضاء ليجه التابعة لمحافظة دياربكر بقرية ديرخوست (اسمها الجديد: ديبَك)، جنبًا إلى جنب في نفس المقبرة.
ومكتوب في نسبه المعتمد المذكور أن ابنه الأكبر السيد عبد الرحمن دُفن في موقع تخته روان ببغداد في العراق. ولم يتحدد بعد مكان وفاة ابنته فاطمة شهريبانو…
محافظة دياربكر:
إن حضرة السيد المبارك الشيخ عثمان زراقي من أحفاد السيد الشيخ حسن زراقي المدفون بمقبرة فلج في قرية مراني (أولكان) التابعة لقضاء حزرو،هو حفيد جده المذكور من الجيل العاشر. وكان أبوه عمر بك أحد أبناء يوسف بك الثلاثة وكان أميراً على آتاق.
وأن السيد الشيخ حسن زراقي هو حفيد نبينا (ص) من الجيل السادس عشر. ففي القرن الحادي عشر الميلادي، رحل من دمشق إلى ماردين والتقى بالأمير أرتوق بن أكسوك، وكان قائداً بارزاً للسلطان ألب أرسلان في معركة ملاذكرد الشهيرة، والذي أسس فيما بعد الدولة الأرتوقية في شرق وجنوب شرق البلاد، وأصبح صهره بالزواج من ابنته خديجة خاتون. وقام الأمير أرتوق بن أكسوك بمنح صهره إمارة آتاق في دياربكر وأرسله إلى هناك.
أنجب السيد شيخ حسن زراقي من زوجته خديجة خاتون ثلاثة أبناء وهم: حسين وعبد الرحمن وناصرغازي وابنة اسمها فاطمة شهريبانو.
قام أبناؤه بتأسيس أربع إمارات في شرق وجنوب شرق البلاد، وهي: ليجه (آتاق)، حزرو (ترجيل)، درزين وكردكان التابعتان لقضاء بايكان التابعة للواء سيعرد. حكمت هذه الإمارات بشكل شبه مستقل لمدة 900 عام، وظلت خلاله موالية للأرتوقيين والآق قويونلو والعثمانيين، على التوالي، في الشؤون الداخلية والشؤون الخارجية.
عندما قام السلطان محمود الثاني، مجدد الدولة العثمانية، مع رئيس وزرائه الصدر الأعظم مصطفى رشيد باشا بالقضاء بشكل منهجي على الإمارات في شرق وجنوب شرق البلاد بدءاً من عام 1825 حتى عام 1850 ، تم القضاء على إمارات زرقان/زرقي أيضًا. ووفقًا لسجلات نقيب الأشراف الموجودة لدينا في الأرشيف العثماني برئاسة الوزراء وفي السجلات الشرعية بدار الفتوى، فإن شجرة عائلة جدنا الأكبر “السيد شيخ حسن زراقي” تتصل بالإمام علي بن أبي أبي طالب (رض) على النحو التالي:
والد الشيخ حسن زراقي السيد عبد الرحمن، جده السيد أحمد
بن السيد قاسم بن السيد علي
بن السيد طاهر بن السيد علي
بن السيد عبد الله بن السيد جعفر القتال،
بن السيد محمد المكتوم بن السيد إسماعيل الأكبر،
بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد باقر بن الإمام زين العابدين،
بن الإمام الحسين شهيد كربلاء وابن أسد الله الغالب الإمام علي المرتضى (حضرة الإمام علي ابن أبي طالب).
منطقة زرقان/زرقي:
وتشمل جغرافيتها اليوم منطقتي ليجه وحَزرو في محافظة دياربكر وقضاء بايكان في سيعرد.
أصبحت منطقة زرقي على التوالي تحت الحكم السلوقي ثم البيزنطي ثم السلجوقي ثم قرةقويونلو ثم آق قويونلو ثم الصفوي وأخيراً الحكم العثماني. وقد تكونت إمارات زرقان/زرقي من اتحاد (16 ستة عشر) قبيلة كردية على شكل اتحاد فيدرالي.
وكان رؤساء وأمراء هذه الإمارات هم أحفاد السيد الشيخ حسن زراقي…
عندما كانت إمارات زرقان تابعة لدولة آق قويونلو قبل معركة شالديران، قامت الدولة الصفوية بقيادة الشاه إسماعيل بإزالة دولة آق قويونلو عام 1503م. وتم ضم إمارات زرقان لمدة 11 عاماً، مثل بقية الإمارات الكردية في شرق وجنوب شرق البلاد، قسراً إلى الدولة الصفوية الإيرانية. وبعد معركة شالديران دخلت إمارة زرقان تحت السيادة العثمانية طواعية مثل سائر الإمارات الكردية الأخرى، وتم إدارتها من قبل الحكومة العثمانية على شكل ألوية حكومية ومحلية ووراثية.
وقد قام السلطان محمود الثاني، مجدد الدولة العثمانية، مع رئيس وزرائه الصدر الأعظم مصطفى رشيد باشا الذي تلقى تعليمه في إنجلترا؛ بالقضاء بشكل منهجي على هذه الإمارات بدءاً من عام 1825 حتى عام 1850 وسفكوا دماء إخوانهم بطريقة دموية للغاية بتحريض من الإنجليز، مما أدى إلى انتزاع مكانة الإمارات منهم. وذلك ليجعلوا الإمبراطورية العثمانية دولة مركزية وليست فيدرالية. ولكن بسبب قيام بعض أمراء زرقان بالثورة ضد نظام الحكم المركزي، تم نفي أحد أمراء آتاق وهو الأمير تيمور بك من هانِي مع أفراد عائلته إلى أدرنة سنة 1836، كما تم نفي الحاج علي أفندي ابن مير محمد بك ومحمود آغا ابن عمه عمر بك مع 30 أسرة من أقاربه من قبيلة زرقان إلى لواء سويرك. كما وتم نفي الأمراء الآخرين مع أقاربهم إلى لواء سيواس والمقاطعات الغربية.
إمارة زرقان/زرقي:
تأسست من خلال توحيد ستة عشر قبيلة كردية في الشرق والجنوب الشرقي، وأخذت اسم زرقان/زرقي.
وهكذا يذكر الكاتب الكردي، عبد الله فارلي، إمارة زرقي في كتابه “Dugalan Kurdan” في الصفحة 385-392!
ويقول بأن هذه الإمارة تأسست حوالي عام 990 م حول لواء ماردين ونصيبين وسيعرد ودياربكر. ووفقًا لتقدير المؤلف، فإن هيكل إمارة زرقان هو اتحادي ويضم القبائل التالية:
1-مهراني
2-بابوسي
3-شليكي
4-بجيني
5-شكاكي
6-ستوركي
7-آشاني
8-كورديلي
9-كيشكي
10-خندكي
11-آشيتي
12-سوهاني
13- محمودي
14- كاشاكسي
15- موسيكي
16- سوباري
المعلومات والوثائق:
1- دياربكر، ليجه، سيلفان، حزرو، بسميل، من قيود السجل العقاري بالأرشيف العثماني.
2- تاريخ الإمارات التي ألغيت عام 1850م.
3- نسب السيد الشيخ حسن زراقي في الأرشيف العثماني
4- مشجرة أنساب العائلة
5- كتاب شرفنامه في تاريخ الشرق والجنوب الشرقي، بالعثمانية والعربية والتركية، تأليف شرفخان بدليسي. صفحة 267/281
6- حولية محافظة دياربكر
الدكتور سيد حسين زراقي رئيس جمعية السادة والأشراف العالمية للثقافة والأبحاث